-->

المحاسبة اون لاين

آخر الأخبار

أين تجد قيمتك؟ في أي مكان تسعى لتعمل به

أين تجد قيمتك؟ في أي مكان تسعى لتعمل به

 

أين تجد قيمتك؟ في أي مكان تسعى لتعمل به

أين تجد قيمتك
"قيمتك الحقيقية لا تتحدد بما يراه الآخرون فيك، بل بما تعرفه أنت عن نفسك وإمكاناتك. اختر المكان الذي يقدر معدنك الحقيقي، ولا ترضَ بأقل مما تستحق."

هل سألت نفسك يوماً: "أين أجد قيمتي الحقيقية؟" أو "كيف أختار المكان المناسب الذي يقدر إمكاناتي ومهاراتي؟" هذه الأسئلة تشغل بال الكثيرين منا، خاصة عند البحث عن وظيفة جديدة أو اتخاذ قرار بتغيير مسار حياتنا المهنية.

في هذا المقال، سنتناول قصة قديمة ذات مغزى عميق تساعدنا في فهم كيفية اختيار المكان المناسب الذي يقدر قيمتنا الحقيقية، ونستخلص منها دروساً مهمة يمكن تطبيقها في حياتنا المهنية والشخصية.

قصة الساعة والأماكن الأربعة

كان هناك أب لديه ابن، وكان الأب يمتلك ساعة ثمينة. في يوم من الأيام، أعطى الأب الساعة لابنه وطلب منه أن يذهب إلى محل الخردة ليسأل عن سعرها، مع التأكيد على أن يعرف السعر فقط دون أن يبيعها.

ذهب الشاب مسرعاً إلى محل الخردة وسأل البائع عن ثمن الساعة. بعد فحصها، أخبره صاحب المحل بأن الساعة تساوي عشرة جنيهات فقط. عاد الشاب إلى أبيه وأبلغه بالسعر، وهو يتساءل في داخله عن هدف أبيه من هذا الطلب الغريب.

في اليوم التالي، طلب الأب من ابنه أن يذهب إلى محل الساعات القريب ليسأل عن ثمن نفس الساعة، مع التأكيد مرة أخرى على عدم بيعها. ذهب الشاب إلى محل الساعات، وبعد فحص الساعة، أخبره البائع بأن ثمنها يساوي مائة جنيه. عاد الشاب إلى أبيه مندهشاً من الفرق الكبير في التقييم، فقد تضاعف سعر الساعة عشر مرات!

وفي اليوم الثالث، طلب الأب من ابنه أن يذهب إلى محل الذهب ويسأل عن سعر الساعة نفسها. ذهب الشاب إلى محل الذهب، وبعد فحص دقيق للساعة، أخبره صاحب المحل بأن ثمنها يقدر بألف جنيه. عاد الشاب مذهولاً إلى والده، متسائلاً عن سر هذا التفاوت الكبير في تقييم نفس الساعة.

وفي اليوم الرابع والأخير، طلب الأب من ابنه أن يذهب إلى محل التحف والأنتيكات النادرة ليسأل عن سعر الساعة. ذهب الشاب مطيعاً، وهو يتساءل كم سيزيد الثمن هذه المرة. عندما وصل إلى المحل، انبهر الخبير المختص بالتقييم بالساعة وأخبر الشاب أنها ساعة نادرة تساوي عشرات الآلاف من الجنيهات، وأنه للأسف لا يملك المال الكافي لشرائها.

ازدادت دهشة الشاب الذي عاد إلى والده، الذي كشف له عن المغزى الحقيقي من وراء هذه التجربة...

المغزى: أنت والساعة... قصة متشابهة

كشف الأب لابنه أن الساعة ترمز إلينا نحن البشر، وأن الأماكن المختلفة التي زارها تمثل بيئات العمل المختلفة التي قد نختار الانضمام إليها. وأوضح له الدروس المستفادة من هذه التجربة:

محل الخردة: بيئة لا تقدر قيمتك

إذا ذهبت للعمل في شركة هي في الأصل "محل خردة" لا تقدر الكفاءات والمهارات، فستنظر إليك كما نظر بائع الخردة إلى الساعة - مجرد قطعة عادية لا قيمة لها. في مثل هذه البيئات، لن يُعترف بقيمتك الحقيقية ولن تُتاح لك فرصة إظهار إمكاناتك وإبداعاتك.

السؤال هنا: هل ستختار العمل في مكان لا يرى فيك سوى "خردة" لا قيمة لها؟

محل الساعات: بيئة تراك مجرد رقم

أما إذا ذهبت للعمل في شركة تشبه "محل الساعات"، فستراك مجرد موظف عادي مثل آلاف غيرك. ستقدر قيمتك بشكل أفضل من محل الخردة، لكنها لن ترى فيك الجوهر الفريد والإمكانات الاستثنائية التي تمتلكها. ستكون مجرد ترس في آلة كبيرة، يمكن استبداله بسهولة.

السؤال هنا: هل ترضى بأن تكون مجرد رقم في شركة لا ترى تفردك وتميزك؟

محل الذهب: بيئة ترى قيمتك الجوهرية

وماذا عن العمل في شركة تشبه "محل الذهب"؟ هنا ستجد من يرى فيك المعدن الثمين والقيمة الجوهرية، لكنه قد لا يدرك تماماً ندرتك وتفردك. ستحظى بتقدير جيد، لكنه لن يكون التقدير الأمثل الذي تستحقه.

السؤال هنا: هل تكتفي بأن يُعترف بقيمتك الأساسية دون الاعتراف بتفردك وتميزك؟

محل التحف النادرة: بيئة تقدر تفردك وندرتك

أما الشركة التي تشبه "محل التحف النادرة"، فهي التي ترى فيك التحفة الفريدة والنادرة. تدرك قيمتك الحقيقية وتقدر مهاراتك وإمكاناتك الفريدة. هنا ستجد من يعرف معدنك الحقيقي ويعطيك قيمتك المستحقة، حتى لو كانت إمكانياته المادية محدودة.

السؤال هنا: ألا تستحق أن تبحث عن بيئة عمل ترى فيك التحفة النادرة التي أنت عليها بالفعل؟

اعرف نفسك أولاً: ما هو معدنك الحقيقي؟

قبل أن تبحث عن المكان الذي يقدر قيمتك، عليك أن تعرف قيمتك الحقيقية أنت أولاً. فكما يقول المثل: "من عرف نفسه عرف ربه". لكي تعرف المكان الذي يليق بك والذي تستحق أن تذهب إليه، يجب أن تعرف حقيقة معدنك أولاً.

فهل أنت:

خردة قليلة القيمة؟

هل أنت شخص بلا معرفة، بلا علم، بلا مهارات، بلا طموح؟ هل تكتفي بالحد الأدنى من الجهد والتطوير الذاتي؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا تلم الآخرين إن لم يروا فيك سوى قيمة بسيطة.

ساعة عادية؟

أم أنت شخص عادي مثل الآلاف أو الملايين غيرك؟ تؤدي وظيفتك بشكل مقبول، لكن دون تميز أو إبداع خاص؟ لديك مهارات أساسية، لكنها لا ترقى إلى مستوى التفرد والتميز؟

ذهب ثمين؟

أم أنت ذهب غالٍ نوعاً ما بما تملكه من معرفة ومعلومات وخبرات وأحلام؟ هل تسعى باستمرار لتطوير ذاتك واكتساب مهارات جديدة؟ هل تضيف قيمة حقيقية للمكان الذي تعمل فيه؟

تحفة نادرة؟

أم أنت تحفة نادرة قلما تتكرر، ولا تليق إلا بالوجود إلى جانب العظماء لأنك عملة نادرة وتحفة فريدة من نوعها؟ هل تمتلك علماً ومهارات ومعارف استثنائية، وإبداعاً بلا حدود يميزك عن الآخرين؟

الخلاصة: قل لي أي معدن أنت، أقل لك أين ستجد قيمتك

في نهاية المطاف، قيمتك الحقيقية تتحدد بما تعرفه أنت عن نفسك وما تسعى إليه، وليس بما يراه الآخرون فيك. إذا كنت لا تعرف قيمتك الحقيقية، فلا عجب إذا لم يقدرك الآخرون كما تستحق.

لذلك، ابدأ رحلتك بمعرفة ذاتك وتقييم مهاراتك وإمكاناتك بصدق وموضوعية. استثمر في تطوير نفسك واكتساب المعارف والمهارات التي ترفع من قيمتك. ثم ابحث عن المكان الذي يقدر هذه القيمة ويتيح لك فرصة إظهار إمكاناتك وإبداعاتك.

تذكر دائماً: لا تذهب إلى مكان لا يقدرك، فتعيش عمرك ضائعاً بين المهملات. اختر المكان الذي يليق بك ويقدر معدنك الحقيقي، فهناك ستجد قيمتك الحقيقية وستحقق ذاتك وطموحاتك.

"معرفة قيمتك الحقيقية هي الخطوة الأولى نحو النجاح والسعادة. فعندما تعرف ما تستحقه، لن ترضى بأقل منه أبداً." - محمد عبد اللطيف بكر

التعليقات:

أضف تعليقاً: