-->

المحاسبة اون لاين

آخر الأخبار

مذكرات محاسب: رحلة النجاح المهني

مذكرات محاسب: رحلة النجاح المهني

  

مذكرات محاسب: رحلة النجاح المهني



مصادر البحث عن الوظائف للمحاسبين

في عالم المحاسبة المتنامي، تتعدد مصادر البحث عن الوظائف وتتنوع طرقها. من أبرز هذه المصادر الصحف التي تنشر إعلانات الوظائف الشاغرة، وعلى رأسها جريدة الأهرام المصرية التي يزخر عددها الأسبوعي الصادر يوم الجمعة بالعديد من فرص العمل المتاحة.

وهنا أود أن أقدم نصيحة مهمة: عند متابعتك لإعلانات الشركات عن الوظائف الشاغرة، ستلاحظ أن بعض الشركات تكرر إعلاناتها أسبوعياً. هذا التكرار قد يشير إلى أحد أمرين: إما أن معدل دوران الموظفين في هذه الشركات مرتفع، مما يعكس وجود مشكلات داخلية، أو أن الهدف من هذه الإعلانات هو الدعاية للشركة فقط.

فإذا لاحظت شركة تنشر إعلانات متكررة لنفس الوظائف، فغالباً ما تكون هذه الشركة غير مستقرة وطاردة للكفاءات، إما لأنها لا تقدم الأجر المناسب أو لوجود خلل في بيئة العمل. ومع ذلك، قد تكون هذه الشركات فرصة جيدة لحديثي التخرج لاكتساب الخبرة اللازمة التي تمكنهم لاحقاً من الانتقال إلى شركات أفضل.

ومن مصادر البحث عن الوظائف أيضاً جريدة الوسيط الإعلانية التي تصدر مرتين أسبوعياً في القاهرة، ويمكن الاطلاع عليها من خلال موقعها الإلكتروني.

تحديد الهدف المهني: سر النجاح

دعونا نطرح سؤالاً محورياً: ماذا تريد أن تفعل في حياتك المهنية؟ ولماذا تريد ذلك تحديداً؟

عندما أسأل نفسي عما أريد فعله، أبدأ في استكشاف الإجابات وإيجاد مسارات يمكنني اتباعها. فلو سألت نفسك: "ماذا تريد أن تعمل؟"، قد تكون الإجابة: "أريد أن أصبح محاسباً متميزاً". هذه إجابة رائعة، لكن السؤال الأهم: لماذا تريد العمل كمحاسب؟

من لا يعرف هدفه ستتقاذفه الأمواج ويتوه في الطرقات. إن أول خطوة في طريق النجاح هي تحديد الهدف بوضوح.

الإجابات هنا متنوعة ومختلفة. فقد يجيب البعض بأنه تخرج من كلية التجارة، وبالتالي من المفترض أن يعمل محاسباً - أي أن الظروف هي التي دفعته لهذا المسار. وقد يجيب آخرون بأنهم يبحثون عن أي عمل، وبالتالي فالمحاسبة بالنسبة لهم ليست سوى وسيلة لكسب الرزق، وربما يقبلون بأي مهنة أخرى تحقق لهم ذلك.

أما الإجابة الثالثة، فهي من يقول إنه يعمل محاسباً لأنه يحب مجال المحاسبة ويشغف به. وهنا يكمن الاختلاف الجوهري! فمن يحب المجال الذي يعمل فيه يسعى دائماً إلى تطوير ذاته، والإبداع، وتنمية مهاراته، والتغلب على التحديات التي تواجهه.

لذا، أدعو كل منا أن يسأل نفسه: لماذا أريد العمل كمحاسب؟ وأن يحدد إجابته ويتأملها بعمق. حينها سيبدأ في معرفة ما يريد فعله حقاً. فكثيرون منا يضيعون سنوات من أعمارهم دون معرفة وجهتهم الحقيقية.

تخيل سفينة أبحرت في البحر دون تحديد ميناء الوصول - ستنتهي حطاماً متناثراً على سطح الماء. فمن لا يعرف هدفه ستتقاذفه الأمواج ويتوه في دروب الحياة. إن أول خطوة نحو النجاح هي تحديد الهدف بوضوح.

المصادر الإلكترونية للبحث عن الوظائف

في عصر التكنولوجيا، تتعدد المواقع الإلكترونية المتخصصة في البحث عن الوظائف. يمكنك البحث عنها عبر محرك البحث جوجل، وقد تعمدنا عدم وضع روابط مباشرة لهذه المواقع لتشجيعك على البحث بنفسك واكتساب مهارة الوصول إلى المعلومات.

كما يقول المثل المصري: "علمني الصيد ولا تعطيني سمكة". نحن نسعى هنا إلى تمكين القارئ من البحث عما يريد بنفسه. ومع ذلك، نلفت انتباهك إلى بعض أهم منصات البحث عن الوظائف:

1. موقع "نشنلتي" الذي يوفر خاصية البحث في إعلانات الصحف، ويتيح تحميل الإعلانات، ويغطي كافة أنحاء الوطن العربي.

2. موقع "تنقيب" المتخصص في عرض الوظائف من الصحف والمواقع المختلفة، ويشمل أيضاً الوطن العربي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مواقع الإعلانات المبوبة مثل "أوليكس" و"الوسيط" التي تحتوي على أقسام خاصة بالوظائف.

كما توجد منصات متخصصة في السير الذاتية مثل "لينكد إن" و"بيزي"، والتي تعرض فرص عمل وتتيح التواصل المباشر مع مسؤولي التوظيف.

ولا ننسى صفحات التواصل الاجتماعي المهتمة بالوظائف، والتي تزخر بالعديد من الإعلانات عن الفرص المتاحة.

إدارة الوقت على الإنترنت

موضوع آخر مهم يرتبط بالبحث عن الوظائف هو إدارة الوقت على الإنترنت. كثيراً ما ندخل إلى الإنترنت لتصفح موضوع معين، لكننا نغرق في البحث وتتشتت أذهاننا ويضيع وقتنا.

هذه المشكلة تواجه الكثيرين منا. فالإنترنت كالمحيط الواسع، وأنت كربان السفينة - إن لم تركز على وجهتك والطريق الذي تريده، ستتوه وتغرق فيه. لذا، إليك بعض النصائح العملية:

1. حدد الوقت الذي ستقضيه في التصفح وخطط له جيداً. مثلاً، يمكنك تخصيص ساعة فقط لاستخدام الإنترنت، دون زيادة غير ضرورية.

2. حدد الموضوع الذي تريد البحث عنه وضع خطة واضحة: ماذا ستبحث؟ وأين ستبحث؟ فإذا كنت تبحث عن موضوع محاسبي، حدد ماهيته والمنصات المتخصصة التي ستزورها.

3. تجنب مواقع التواصل الاجتماعي أثناء البحث المهني. فقد تجد صديقاً يتحدث في موضوع جانبي، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت وتشتيت انتباهك عن هدفك الأساسي.

التخطيط للمستقبل المهني

والآن، دعني أسألك: ما هي خطتك في الحياة؟ ما هو المسار الذي تريد السير فيه؟ أم أنك تترك حياتك بدون تخطيط ولا تعرف وجهتك؟

هل تجد صعوبة في العمل بالمجال الذي تحبه؟ هل أنت خريج جديد من كلية التجارة ولا تعرف كيف تبدأ مسيرتك كمحاسب؟

كما ذكرنا سابقاً، من المهم أن تسأل نفسك: ماذا أريد أن أفعل؟ ولماذا أريد ذلك؟ فعندما تحدد إجابتك وتتأملها، ستبدأ في معرفة مسارك الحقيقي.

الكثيرون يضيعون سنوات من أعمارهم دون معرفة ما يريدون فعله. وكما أن السفينة التي تبحر دون تحديد وجهتها ستنتهي حطاماً، فإن من لا يعرف هدفه سيتوه في دروب الحياة. إن أول خطوة نحو النجاح هي تحديد الهدف بوضوح.

ختاماً

بهذا نختتم الجزء الثاني من مذكراتنا، على وعد بمواصلة الحديث في الجزء الثالث إن شاء الله. نرجو منك، أيها القارئ العزيز، أن تشاركنا رأيك في هذه المذكرات وأن تصوب ما تراه خطأً.

إن تفاعل القراء وملاحظاتهم هي ما يساهم في تطوير هذه المذكرات وتحسينها. لقد تم تحميل الجزء الأول من قبل 40 قارئاً، وهذه بداية مشجعة تعني أن هناك أربعين شخصاً قد خصصوا جزءاً من وقتهم لقراءة ما نكتب.

هدفنا هو مساعدة بعضنا البعض، وشعارنا: "معاً نستطيع... معاً نكون أقوى".

© 2025 مذكرات محاسب - جميع الحقوق محفوظة

التعليقات:

أضف تعليقاً: