كيف تختار الشركات موظفيها؟ أساس اختيار الشركات للموظفين للعمل لديها
كيف تختار الشركات موظفيها؟ أساس اختيار الشركات للموظفين للعمل لديها

يتساءل الكثير من الباحثين عن عمل: ما هي المعايير التي تعتمد عليها الشركات في اختيار موظفيها؟ ولماذا يتم اختيار بعض المتقدمين ورفض آخرين رغم تشابه مؤهلاتهم وخبراتهم؟ في هذا المقال، نستعرض أبرز العوامل والمعايير التي تؤثر في قرارات التوظيف، لمساعدتك في فهم آلية الاختيار وتحسين فرصك في الحصول على الوظيفة المناسبة.
من المهم أن نوضح أنه لا يوجد مقياس محدد وثابت لاختيار الشركات للموظفين، فتتعدد تلك المقاييس تبعاً لطريقة تفكير إدارة الشركة وترتيب أولوياتها في إدارة الموارد البشرية. ومع ذلك، هناك عوامل شائعة تؤثر في قرارات التوظيف في معظم الشركات، وسنستعرض أبرزها فيما يلي.
المعايير الشائعة لاختيار الموظفين
1 قرب مكان الإقامة من مقر الشركة
تفضل العديد من الشركات توظيف الأشخاص الذين يقيمون بالقرب من مقر الشركة، وذلك للأسباب التالية:
- توفير وقت الانتقال: يسهل على الموظف الوصول إلى مقر العمل في وقت أقصر، مما يقلل من احتمالية التأخير.
- تقليل مصاريف المواصلات: يوفر على الموظف تكاليف الانتقال اليومية، مما قد يؤثر إيجاباً على رضاه الوظيفي.
- زيادة الإنتاجية: الموظف الذي لا يقضي وقتاً طويلاً في المواصلات يصل إلى العمل بطاقة أكبر وإرهاق أقل.
نصيحة عملية: احرص على إبراز عنوان سكنك ومحل إقامتك في سيرتك الذاتية، خاصة إذا كان قريباً من الشركات التي تتقدم للعمل بها. فقد يكون هذا سبباً في اختيارك لإجراء المقابلة والعمل بالشركة، خصوصاً لحديثي التخرج الذين لا يملكون خبرة عملية كبيرة.
2 الخبرة والعمل في شركات مشابهة
تميل الشركات إلى تفضيل المرشحين الذين لديهم خبرة سابقة في نفس المجال أو في شركات ذات نشاط مشابه، وذلك للأسباب التالية:
- توفير وقت وتكلفة التدريب: الموظف الذي لديه خبرة سابقة في نفس المجال يحتاج إلى وقت أقل للتأقلم مع متطلبات الوظيفة الجديدة.
- الاستفادة من المهارات المكتسبة: يمكن للموظف تطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبها من تجاربه السابقة في الوظيفة الجديدة.
- الاستفادة من شبكة العلاقات: قد يمتلك الموظف علاقات مهنية مع عملاء أو موردين يمكن أن تفيد الشركة الجديدة.
نصيحة عملية: ركز في سيرتك الذاتية على إبراز خبراتك ومهاراتك ذات الصلة بالوظيفة التي تتقدم لها. وضح كيف يمكن للشركة الاستفادة من خبراتك السابقة، واحرص على إرسال سيرتك الذاتية إلى الشركات التي يتشابه نشاطها مع نشاط الشركات التي عملت بها سابقاً.
3 الاستعداد للاغتراب والعمل في مواقع بعيدة
تفضل بعض الشركات، خاصة تلك التي يكون العمل لديها في مواقع بعيدة جغرافياً، تعيين الموظفين المستعدين للاغتراب والعمل بعيداً عن مكان إقامتهم الأصلي، وذلك للأسباب التالية:
- توفر الموظف لفترات أطول: الموظف المغترب غالباً ما يكون متاحاً للعمل لساعات أطول وفي أيام العطلات، نظراً لبعده عن التزاماته العائلية والاجتماعية.
- التركيز على العمل: قد يكون الموظف المغترب أكثر تركيزاً على العمل، نظراً لقلة المشتتات الاجتماعية.
- المرونة في التنقل: يمكن نقل الموظف المغترب بين المواقع المختلفة للشركة بسهولة أكبر.
نصيحة عملية: إذا كنت مستعداً للعمل في مواقع بعيدة أو للسفر بشكل متكرر، فأبرز ذلك في سيرتك الذاتية وخلال المقابلة الشخصية، خاصة إذا كنت تتقدم للعمل في شركات المقاولات أو التعدين أو الشركات ذات الفروع المتعددة.
4 الراتب المطلوب
تلجأ بعض الشركات إلى اختيار الموظفين الراغبين في العمل براتب أقل، وذلك للأسباب التالية:
- تقليل النفقات: توفير في تكاليف الرواتب والأجور، مما يزيد من هامش الربح للشركة.
- زيادة القدرة التنافسية: تقليل تكاليف الإنتاج أو تقديم الخدمة، مما يمكن الشركة من تقديم أسعار أكثر تنافسية.
تحذير هام: احذر من أن تبخس نفسك حقها بقبول راتب أقل مما تستحق. فقبولك براتب قليل في البداية قد يؤدي إلى مشكلات في المستقبل، حيث أن:
- الحوافز والزيادات السنوية غالباً ما تكون مرتبطة بالراتب الأساسي، وتحسب كنسبة منه.
- سياسات المرتبات في معظم الشركات شبه جامدة، وقد يصعب عليك تعديل راتبك بشكل كبير في المستقبل.
- قد تضطر في النهاية للبحث عن شركة أخرى للحصول على راتب أفضل، مما يعني بدء رحلة البحث عن وظيفة من جديد.
نصيحة عملية: حدد الراتب العادل الذي ترتضيه لنفسك قبل الذهاب للمقابلة، وكن مستعداً للتفاوض عليه. يمكنك الرجوع إلى مقالنا "فن البحث عن وظيفة" الذي يوضح معادلة بسيطة لتحديد نطاق الراتب المناسب لخبرتك ومؤهلاتك.
5 المعايير المتعددة والمختلطة
في كثير من الأحيان، تلجأ الشركات إلى استخدام مزيج من المعايير المختلفة لاختيار الموظفين، مثل:
- اختيار الموظف الأقرب إلى مقر الشركة.
- صاحب أكبر سنوات خبرة.
- الذي يقبل بأقل راتب ممكن.
هذا النهج يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة للشركة من عملية التوظيف، لكنه قد يكون صعباً على المتقدمين للوظائف، حيث يصعب عليهم تلبية جميع هذه المعايير في آن واحد.
نصيحة عملية: حاول أن تفهم أولويات الشركة التي تتقدم للعمل بها، وركز على إبراز النقاط التي تتوافق مع هذه الأولويات في سيرتك الذاتية وخلال المقابلة الشخصية.
6 معيار الجنس (ذكر/أنثى)
في بعض الوظائف، قد يكون لمعيار الجنس تأثير في قرار التوظيف، حيث:
- تفضل بعض الشركات تعيين الإناث في وظائف معينة، مثل السكرتارية أو خدمة العملاء.
- بينما تفضل شركات أخرى تعيين الذكور في وظائف تتطلب جهداً بدنياً أو العمل في مواقع نائية.
هذا التفضيل قد يكون مبنياً على اعتبارات عملية أو ثقافية أو اجتماعية، وقد يختلف من شركة لأخرى ومن مجتمع لآخر.
ملاحظة: في العديد من الدول، يعتبر التمييز في التوظيف على أساس الجنس مخالفاً للقانون، إلا في حالات محددة تكون فيها طبيعة الوظيفة تتطلب جنساً معيناً.
7 معايير أخرى
هناك معايير أخرى قد تؤثر في قرارات التوظيف، مثل:
- القرابة والعلاقات الشخصية: قد تفضل بعض الشركات، خاصة الشركات العائلية، توظيف الأقارب أو المعارف.
- الخلفية الدينية أو الثقافية: في بعض المجتمعات، قد تؤثر هذه العوامل في قرارات التوظيف.
- الواسطة والمحسوبية: رغم أنها ليست معياراً موضوعياً، إلا أنها قد تلعب دوراً في بعض قرارات التوظيف.
هذه المعايير غالباً ما تكون غير معلنة وقد تختلف من شركة لأخرى ومن مجتمع لآخر.
نصيحة ختامية: ركز على تطوير ذاتك
لا يجب عليك أن تشغل بالك كثيراً بكيفية اختيار الشركات للموظفين، فهذه المعايير غير ثابتة وقد تختلف تبعاً لاختلاف السياسة الإدارية ومن يتولى تنفيذها في قسم شؤون العاملين. بدلاً من ذلك، ركز على:
- صقل مهاراتك: استثمر في تطوير مهاراتك الفنية والشخصية التي تزيد من قيمتك في سوق العمل.
- تحويل نفسك إلى "تحفة نادرة": اكتسب مهارات وخبرات فريدة تميزك عن غيرك من المتقدمين للوظائف.
- الاجتهاد والمثابرة: لا تيأس إذا تم رفضك في وظيفة ما، فقد يكون السبب خارجاً عن إرادتك، مثل بعد مقر سكنك عن الشركة أو امتلاكك لخبرة أكثر مما هو مطلوب.
تذكر دائماً: المحاولة هي أولى خطوات النجاح. استمر في التقدم للوظائف المناسبة، وطور من نفسك باستمرار، وستجد في النهاية الفرصة المناسبة التي تقدر مهاراتك وإمكاناتك.
فهم معايير اختيار الشركات للموظفين يمكن أن يساعدك في تحسين فرصك للحصول على الوظيفة المناسبة، لكن الأهم من ذلك هو التركيز على تطوير ذاتك وصقل مهاراتك لتصبح الخيار الأمثل للشركات التي ترغب في العمل بها. لا تدع الرفض يثبط من عزيمتك، واستمر في المحاولة والتطوير، فالنجاح يأتي لمن يثابر ويجتهد.
أضف تعليقاً: